في ضوء المتغيرات العالمية التي تحصل خصوصا ما بعد جائحة كورونا أصبحنا نرى أن سلوك المشترين  قد اختلف تجاه قرارات الشراء حيث مازال الصندوق الأسود عميقا بالتفسيرات الكثيرة التي يحاول أهل الاختصاص والخبراء على اختلاف مجالاتهم وتخصصاتهم العلمية فهمها ومعرفتها إلا أننا نرى أن سلوك المستهلك مازال فيه الكثير من المتغيرات والغموض ومن الصعب التكهن بشكل ثابت والمراهنة على عقلية المشتري خصوصاً عند لحظات اتخاذ القرار في عملية الشراء الا انني اعتقد انه بات من المسلمات الآن ومن الثوابت أن جميع العملاء المشتريين الذين نحن منهم نحب البائع الذي يقدم لنا النصيحة والمشورة النابعة من مصلحتنا وحاجتنا نحن وليس من مصلحته هو كبائع فقط.

ومن هنا جاءت منهجيات البيع الاستشاري التي يطلع عليها بعض الخبراء (البيع غير الأناني) حيث أكاد أجزم وبقوة أن على الشركات ومقدمي الخدمات والمنتجات تأهيل وتطوير وتدريب كوادرهم البيعية التي هي على نقاط تماس مباشر مع الجمهور على تقنيات ومهارات وفنون البيع الاستشاري التي  أصبحت من الضروريات الملحة في هذا الزمان، والسبب الرئيسي أن البيع التقليدي والتجارب السلبية والانتهازية قديما جعلت للاسف الصورة الذهنية لدى العميل تحمل في طياتها جانباً من الفكرة السلبية تجاه مندوبي المبيعات والبائعين بشكل عام حيث أصبح المشتري يرى أن البائع لا يبيعه إلا لحرصه على نسبته من المبيعات ومن اجل اغلاق البيعة فقط والحصول على التارجيت الاهداف البيعية المطلوب الوصول لها من أجل وجوده في الشركة.

وهذا جعل العلاقة بين المشتري والبائع قائمة على الخوف وعدم الاطمئنان من قبل المشتري تجاه البائع  ومن هنا جاءت منهجيات البيع الاستشاري لتسلط الضوء على أهمية واحدة الا وهي ان البيع يجب أن يقوم على مبدأ منفعة وحاجة ورغبة العميل ولصالحه وحصوله على مشاعر من الطمأنينة التي تجعله يثق بشكل أكثر في البائع  فكما نعلم المشتري بشكل عام لا يحب أن يباع ولكن يحب أن يشتري بنفسه من قناعاته ومشاعره النابعة على شعوره هل هذا المنتج أو تلك الخدمة فعلاً تلبي له رغبة أو تحل له مشكلة ومن هنا يأتي دورنا كبائعين احترافيين  في جعل العملية البيعية مع المشتري ممتعة وشيقة وتقوم على مبدأ المصلحة والفائدة للعميل نفسه وبناء جسر من الثقة والعلاقات المثمرة معه بحيث تقوم على مبدأ أن البائع أصبح الآن المستشار المؤتمن لصالح المشتري.

ومن هنا جاءت دورتنا التدريبية هذه التي سنخلق ونصنع من خلالها فهما بيعياً عميقاً وفعالاً جديداً تجاه آخر مستجدات البيع الاستشاري فكما يقال إن المشكلات هي من تولد المبيعات فحينما تصل أنت كبائع احترافي الى مقام تشخيصك للمشكلة واعطاؤك الحل لزبونك المشتري هنا تتولد المبيعات الفعلية والحقيقية التي ستجعل المشتري يكرر التجربة ويقوم بالتسويق نيابة عنك.